افتح عيني في الصباح على أخبار التلفاز
أتنقل بين المحطات وكأني أعلن الحرب
على أعصابي مستخدمة جميع الأسلحة,
وابدأ بمراقبة كل ماحولي,نحن لا نعيش
حروب فعلية, ولكننا نعيش حروب أخرى
تتمثل بالتلوث البيئي والإنساني من فقر
وجوع وأمراض إلى الظلم بجميع ألوانه
ومسمياته, أتساءل ما لذي حل بكوكبنا
الأخضر الجميل ؟ وماذا حل بحلمنا
البشري “السلام” ؟
قد يتخذ السلام شكل التسامح, وتارة
شكل الحب والتعاون و نبذ العنصرية, وكل ما
يصب في صالح أرضنا التي تحول لونها إلى
لون الرماد وتلاشى آخر اخضرار
فيها, لماذا ندع أظافر الدمار تخمش
وجه الأرض ؟
وهل سنكون شهود عدول ونذكر كل
الجرائم التي ارتكبناها في حق الأرض ؟
“ها هي الأرضَ تزيَّنُ الآن تأْخُذُ زُخْرفَها..
من حروبٍ وموتٍ وأكداسِ أسْلِحةٍ وتدورُ..
تدورُ تدورُ على نَفْسِها وتظلُّ تَدورْ
لِتُشَادَ قصورٌ وتُحْفَرُ في جانبيها القبورْ”
(الشاعر مالك الرفاعي)
وها هي يد الأرض تمتد نحو سماء العطاء,
وتجتمع نجوم خيّرة على أعتاب
السماء, والشمس واقفة ترقب حراك الليل
المتساوي بالنهار في انبثاقهما , عندما
يرخي الليل سدوله على الحقيقة , نتطلع من
النهار أن يكشف هذه الأستار
المختومة بـعبارة سري,نحن كثيرا ما ننسى
أن العلاقة بين الأرض والإنسان
علاقة ضاربة في العمق , وإن بين خطوط طول
الأرض ودوائر عرض الإنسان لا أحد يفكر في
هذا العطاء الذي لطالما شهدناه منها ,
نأتمنها على كل ما فينا ونستودعها أسرارنا
أحلامنا طموحاتنا نشتبك مع خضرتها وترابها
ومائها بعنف مخملي فتبتسم لنا ابتسامة تجري
كأنها نهر متدفق, محتضنتنا على اختلافنا من
البدو الرحل وخطوطهم التي تميزهم عن ساكني
المدن المتزحلقين فوق المظهر,
حتى ساكني أكواخ الثلج, هنا تعاونني رياح
أفكاري الشمالية على الدوران بتساؤلاتي
متجاوزةريح شريرة تسمى ” اللامبالاة “,
هل نحتاج أن نفهم الحياة التي تحمل
عينين نهريتين حتى نعيش فيها؟
وفيرة هي عندما تهبنا أكثر مما
نستحق فنرتدي رداء الحكمة ونتحول إلى زلال
برهافة جناح فراشة بيضاء,
لنحاول إتقان مراوغة اللحظات كي نصنع عالم
يرشح كـ ضماد شفاف بالإنسانية
المترعة حكايا.
تقول زينب : لمَاذا العالم مَسكون بالانكسَار ,
ولـه طعم مـُر كالشَائِعات ؟
Read Full Post »