هناك لصوص لا يعاقبهم أحد ، وهم من يسرقون منك وقتك).نابليون)
يحكى ان نابليون اثناء جلوسه مع حاشيته كان يطلب منهم شيئا من السعوط الذي تعود ان يستنشقه, وكانوا يضعونه في علب ذهبية محلاة بالميناء الاحمر فيأخذها ولا تعود لهم, وانتهى بهم الامر الى الا يحضروا المجلس الا بأكياس جلدية . بعد هذا الموقف ، لا نستثني إدراج نابيلون داخل بوتقة مدرسة الاستحقاق ,والتي تعني إعطاء أي شخص صاحب سلطة لنفسه الحق في اخذ أي شيء تطاله يداه , وهذه الحالة تسمى سرقة فتعريف السرقة أنها أخذ مال محترم وإخراجه من حرز مثله لا شبهة له فيه على وجه الاختفاء ( كشاف القناع ج 4 ص 77), وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على تحريمها ,أما الدليل من القرآن الكريم قوله تعالى (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ( سورة المائدة آية 38), واما الدليل من السنة ما رواه ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يحل لا مريء من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس ) ( المستدرك على الصحيحين ج1ص171). ان مفهوم السرقة غالبا ما يرتبط ارتباط عصبي بمفاهيم اخرى مثل “القوة”, و”السلطة”, و”النظام”, و”القانون” , وهي مفاهيم وصفية غالبا ما يتم التفكير من قبل الافراد بأنها حقائق على ضوء الايديولوجيات التي يحملونها , ولكنها في الحقيقة هي “محايدة “, فهي تستند الى الفحص العلمي الدقيق ,و تحت دائرة القوة والسلطة والقانون يصبح الانسان كائن آخر نتيجة عدم تفهم اخلاقيات وصفية ومعيارية لهذه المفاهيم فتنتج نظرية الاستحقاق والتي على ضوئها يسرق صاحب السلطة احيانا كل شيء حتى نفسه ,هو ليس تعميم ولكن حالات بشرية حدثت وتكررت ولازالت تحدث عبر التاريخ .والتحولات الاجتماعية السريعة والغير المخططة كالتحول الإيديولوجي؛ مضاف إليه التغيرات التكنولوجية السريعة والصراع العالمي على ثرواته جعل هذه الأخيرة تتضخم على شكل سرطاني . وهذا نتج عنه مطالب وحاجيات كثيرة لم تُستوعب , فانعكست نتائج كل ذلك على سلوكيات الناس، وظهرت لديهم مطالب عديدة ومتنوعة تفوق امكانياتهم , فتطورت انواع كثيرة من جرائم السرقة على مستوى الفرد العادي,ومابين سرقة صاحب السلطة ,والفرد العادي , الكثير من الاسئلة الموجهه والاختلاف على الطريقة وليس المفهوم . إن رسالة حمل ألأمانه تقتضي الرجوع الى الشرعية الاخلاقية والثقافة الحقوقية ,فبغيابهما تميّع الحدود وتستشري الاستحقاقات ,ولعل الشاعر الرومانسي “نوفاليس” قد عبر عن هذه الحالة بصدق حين قال:” إن الأفكار تتحول إلى قوانين، والرغبات إلى إنجازات , وهي تثير فينا قدرة الكلام عن أشياء متخيلة وكأنها أشياء واقعية , وبفضل هذه المثالية الساحرة يصبح في مقدور الإنسان أن “يصبح إلاها”.
Leave a comment